هل تساءلت يومًا لماذا يتذكر البعض المعلومات بسهولة بينما يواجه آخرون صعوبة؟ الإجابة تكمن في آليات الدماغ المدهشة أثناء التعلم. التعلم ليس مجرد حفظ معلومات، بل هو عملية كيميائية وعصبية معقدة تعتمد على الانتباه، الذاكرة، والتكرار، ويؤثر عليها البيئة والمشاعر والتجربة العملية.
⸻
كيف يتعلم الدماغ؟
الدماغ يعتمد على شبكات عصبية معقدة لنقل المعلومات وتخزينها:
•الذاكرة قصيرة المدى (Short-term memory): هنا يتم الاحتفاظ بالمعلومة لبضع ثوانٍ أو دقائق.
•الذاكرة طويلة المدى (Long-term memory): يتم تخزين المعلومات المهمة بعد معالجة الدماغ لها وربطها بخبرات سابقة.
•التكرار والممارسة (Repetition & Practice): كلما كررت المعلومة أو الممارسة، تصبح الشبكة العصبية أقوى، مما يجعل التذكر أسهل.
مثال عملي:
عند تعلم مهارة جديدة مثل تصميم عرض تقديمي، لا يكفي حفظ الخطوات؛ بل التطبيق العملي والتكرار يجعل الدماغ يكوّن مسارًا عصبيًا ثابتًا، ويصبح الأداء أسرع وأكثر دقة.
⸻
الانتباه والانغماس العقلي
الانتباه هو المفتاح لإدخال المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى. الدماغ لا يمكنه معالجة كل ما يراه أو يسمعه، بل يختار ما يثير اهتمامه أو يربطه بالعاطفة.
•المثيرات البصرية والسمعية: الصور، الفيديوهات، والأمثلة الواقعية تزيد من فعالية التعلم.
•الانغماس الكامل (Deep Focus): تقنيات مثل Pomodoro أو جلسات دراسة قصيرة مركزة تساعد الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات.
نصيحة عملية:
قسّم الدرس إلى فترات قصيرة (25 دقيقة) مع استراحة قصيرة، وركز على نشاط واحد في كل مرة. هذا يعزز الانتباه ويزيد من الاحتفاظ بالمعلومات.
⸻
التعلم النشط مقابل التعلم السلبي
•التعلم السلبي: مجرد قراءة أو الاستماع دون تفاعل. غالبًا ما يُنسى بسرعة.
•التعلم النشط: يشمل التطبيق العملي، المناقشات، حل المشكلات، أو تعليم الآخرين.
العلم وراء ذلك:
التعلم النشط يشعل أكثر من منطقة عصبية في الدماغ، مما يعزز الربط بين المعلومات الجديدة والخبرات السابقة، ويزيد فرص التذكر بنسبة كبيرة.
مثال عملي:
في أكاديمية طريق، بدلاً من مجرد مشاهدة فيديو تعليمي، يطبق المتدربون المهارات على مشاريع صغيرة، ويشاركون النتائج مع زملائهم، مما يحوّل المعلومات إلى معرفة عملية.
⸻
العاطفة والذاكرة
العاطفة لها دور كبير في التعلم:
•المعلومات المصحوبة بمشاعر إيجابية تُحفظ بشكل أفضل.
•الإجهاد أو الملل يقللان من قدرة الدماغ على التذكر.
تطبيق عملي:
اجعل التعلم ممتعًا باستخدام الألعاب التعليمية، القصص، أو المسابقات. الدماغ يتذكر التجارب الممتعة بشكل أفضل من المعلومة الجافة.
⸻
التعلم الحقيقي هو رحلة دماغية متعددة الأبعاد، تجمع بين الانتباه، التكرار، التجربة العملية، والعاطفة. فهم كيفية عمل الدماغ يمكن أن يحوّل تجربة التعلم من مجرد حفظ المعلومات إلى اكتساب مهارات ومعرفة مستدامة.
في أكاديمية طريق، يُدرَّس المتدربون طرق التعلم العلمي الفعّال، مع دمج التطبيق العملي والتقنيات العصبية، ليصبح كل متعلم قادرًا على الاحتفاظ بالمعلومات وتطبيقها بذكاء واحترافية.




